الدكتور عبدالرحمن طه: العملات المشفرة تخوض صراع الملاذ الآمن
الدكتور عبدالرحمن طه: العملات المشفرة تخوض صراع الملاذ الآمن
قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الأقتصاد الرقمي، إن فكرة الملاذ الآمن تعتمد بشكل أساسي على الأداء الجيد خلال الأزمات سواء كانت مالية أو جيوسياسية ، ويحدد جودة ذلك الأداء مدى جاذبية العملات الرقمية المشفرة للمستثمرين أثناء تلك الأزمات.
وأشار طه إلى قاعدة صمود ويعود الملاذ الآمن في الأسواق المالية وقابليتها للتداول ” وذلك على المدى القصير وليس اللحظي ” أمران مهمان عند تقييم مسألة الملاذ الآمن.
وأوضح طه أن العالم مر بالعديد من الأزمات المالية والجيوسياسة من العام ٢٠٢٠ بداية من كورونا ومرورا بالحرب الروسية الاوكرانية وانتهاء بالحرب الإقليمية في الشرق الأوسط وكان أداء العملات المشفرة متفاوتا ففي بداية الأمر تتعرض العملات الرقمية المشفرة لصدمة خوف ” في المدى اللحظي” نتاج الخبر المعلن ثم تقوم باسترجاع ما فقدته من مستويات سعرية على المدى القصير والطويل .
وأشار إلى أنه رغم الخسائر التي منيت بها العملات الرقمية المشفرة من جائحة كورونا نتيجة التوقف الاقتصادي العالمي إلا أنها استرجعت مستوياتها بل و تفوقت عليها نتيجة الاعتماد على التقنيات القائمة على التباعد كذلك الأمر نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وهو ما آثار مخاوف وأحدث هبوطا إلا أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا من الاتحاد الأوروبي جعلها من العملات الرقمية المشفرة باب خلفي لروسيا والاتحاد سويا للالتفاف حول العقوبات.
وكذلك الحرب في الشرق الأوسط فمع تصاعد الأمور أمس و أول أمس انخفضت أسعار العملات الرقمية المشفرة إلا أنها استعادت قوتها بعد الضربات الإيرانية الأخيرة وهو أمر يوحي بوجهة النظر التي تفترض ملاذية امان العملات الرقمية.
وأكد طه أن إطلاق مسألة الملاذ على العملات الرقمية المشفرة الآن أمر خاطئ من قبل المستثمرين والمحللين لأنها في بداية نشأتها لم يتم تجربتها بشكل كافي لإثبات جدارتها إلا أن ذلك لا ينفي مستقبلية العملات المشفرة وذلك بعد رصد عدة أمورة منها تطور التقنيات القائمة عليها مثل شركات البلوكتشين وتطور الاستثمار في البنية التحتية وزيادة عدد شركات التعدين الخاصة بتلك العملات وتأثر قطاع الطاقة بشكل كبير بمسألة تعدين العملات الرقمية و كذلك زيادة الأموال المستثمرة فيها و تمويل الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية وإصدار قانون بشأنها وقرار قضائية إيجابية كونها أصول حقيقية وظهور صناديق استثمار في أصول العملات الرقمية المشفرة في البورصات العالمية و رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في اعتماد طباعتها وغيرها من الامور الإيجابية.الأمر الذي يجعل من ضرورة انتظار تكون الهيكل التنظيمي والمالي والقاوني لها بشكل كامل وفعال أمر هام وملزم لتطبيق نظرية الملاذ الآمن على العملات المشفرة.