حسين متولى يكتب : نقيب للصحفيين من تيار جديد

 

انتهت انتخابات نقابة الصحفيين وجاء الكاتب الصحفي الأستاذ خالد البلشي نقيبا للمرة الأولى من بين تيار جديد يعبر عن واقع المهنة والكثير من مؤسساتها، قل إنه تيار الصحف الخاصة، ولك أن تصنفه أيضا من بين تيار المتعطلين.

هذه حقيقة لن يراها أو يلحظها المتمسكون بالتصنيف التقليدي للنقباء وأعضاء المجالس، من يسمون مرشحا ب”الدولجي” وآخر ب”اليساري”، بينما الأصل في العمل النقابي ترك العباءة السياسية على سلالم مبنى عبد الخالق ثروت والعمل لأجل تحقيق مبرر وجود النقابة ذاتها طبقا للقانون، وهو حماية حقوق أعضائها لدى مؤسساتهم، وتوفير فرص عمل لقاء أجر عادل وضمان استقرار اجتماعي لعضو النقابة عند التعطل.

النقيب الجديد ليس ببعيد عن أزمات المهنة الحقيقية المعاصرة ومعاناة أربابها، وقد انتمى يوما لصحيفة “البديل” الخاصة المتوقفة عن الصدور من 9 أبريل 2009 ، والتي أسسها الراحل الدكتور محمد السيد سعيد، وكم من الزملاء يعرف خطورة الهزة الاجتماعية والمادية في حياة أي صحفي يتولى هذا المنصب ثم تتوقف جريدته عن الصدور فيمتنع زملاؤه حرجا عن ترشيحه للعمل بمنصب أقل، وعليه يصير اتجاهه نحو مشروع مماثل يقترب في تكاليف تأسيسه من إمكانياته الذاتية، هكذا ترى تجربتي “البديل الإلكتروني” وبعده موقع “درب” للبلشي منذ 13 سنة، حتى تفاجأ بتغير ملامحه وتراجع علامات الشباب على وجهه سريعا مع أبناء جيل السبعينيات.

كتلة كبيرة من المتعطلين أو أصحاب المعاناة في علاقات العمل مع مؤسساتهم الخاصة والحزبية في المقدمة بات البلشي معبرا عنها، وهي كتلة يقدرها البعض بما يزيد عن ربع أعضاء الجمعية العمومية دون سند تعدادي موثق، ربما العودة إلى ملفاتهم التأمينية ومراجعة مواقفهم وحدها تكشف لنا حقائق أكثر مرارة.

حضر البلشي من قبل وكيلا للنقابة مسؤولا عن ملفات التسويات والحريات وكان مقاتلا نقابيا شرسا عن حقوق زملائه، بلا حسابات عند أداء دوره، وأظنه وأرجوه كذلك نقيبا وقد جاء في ظروف ملتبسة، فلا تزال شريحة من أعضاء الجمعية العمومية تنكر حقيقة أن الدولة تتعامل مع النقابة كمؤسسة دون التفات لشخص وهوية ومرجعية النقيب وأعضاء المجلس، وقد نجح نقباء متعاقبون في جلب حقوق واستحقاقات ومكتسبات للزملاء دون أن ينتموا إلى ما يسمى مثلا بمعسكر “الدولجية”، وسطر كثيرون من أعضاء المجالس المتعاقبة تاريخا لأنفسهم ونقابتهم بخدماتهم الحقيقية لعموم الصحفيين دون تمييز.

في ظروف اقتصادية ومادية صعبة يحضر نقيب من بين هؤلاء ومعه رجحت كفة أهل الخدمات لدى الزملاء، فانضم لجوكر الخدمات الزميل محمد يحيى الذي نجا من فخ “التصنيف السياسي”، الزميلان عبد الرؤوف خليفة ومحمد الجارحى، ليعكس حضورهما طبيعة العمل المرجو والمأمول من شريحة مهمة ضمن توليفة المجلس، مع ثلاثي متنوع الخبرات والأداء يمثله الزملاء الأساتذة جمال عبد الرحيم وهشام يونس ومحمود كامل، لينتظر الصحفيون تشكيلا جديدا لهيئة المكتب بعد التجديد النصفي للمجلس، يرجونه ساعيا في حل مشكلاتهم والتصدي لأزماتهم بشكل جماعي دون افتعال أزمات أو إدعاء بطولات زائفة أظن أن إتاحة محاضر اجتماعات المجلس تكشفها فورا للجمعية العمومية.

الصحفيون بحاجة إلى مجلس منسجم لا يتعامل أعضاؤه مع العمل النقابي بأسلوب “الشوكة والسكينة” فنجد بعضا منهم متعاليا والآخر متنافسا على منفعة أو وجاهة أو حتى ترجيح رؤيته دون حوار، وأظن أن المجلس ذاته بحاجة إلى دعم لجانه بالزملاء المختصين بملفاتهم الصحفية المتنوعة ليكون سندا وعونا لكل أعضاء الجمعية العمومية، وليكن الشعار المعتاد إطلاقه بعد كل نتيجة انتخابات “عاشت وحدة الصحفيين.. عاشت نقابة الصحفيين” مترجما إلى أفعال وواقع بحضور نقيب “متفرغ” لمهام صعبة في ظروف معقدة نحتاج فيها إلى حماية حرية القلم واستقرار العيش، سعى خلالها النقيب السابق الأستاذ ضياء رشوان إلى تحقيق ما يصبو إليه الصحفيون، وله كل التحية والتقدير عن جهوده خلال أربع سنوات مضت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى