خبير اقتصادي يكشف أسباب ارتفاع سعر الذهب وهل يواصل الارتفاع وهل نشتري أم نبيع؟
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن الزيادة في الأسعار التي شهدها الذهب خلال الفترة الحالية عالميا ومحليا، يرجع سببه الرئيسي إلى الافلاسات والاغلاقات التي تعرض لها ثلاثة بنوك أمريكية أهمها بنك سيليكون فالي ثم بنك سيجنتشر وقبلهم كان بنك سيلفرجريت، موضحا أن إفلاسها تسبب في حالة من الخوف والقلق لدى المستثمرين من الاستمرار في الاستثمار في الدولار، فوجدوا أن البديل الأمن والأفضل هو الاستثمار لأنه لا يتعرض لانهيارات مفاجئة وسريعة كما حدث في أزمة البنوك وخسارة كل الأموال مرة واحدة .
وأشار غراب، إلى أن الأزمة المصرفية الرابعة حدثت في أوروبا وهي تعرض بنك كريدي سويس السويسري لأزمة مصرفية كبيرة وتهاوي أسهمه، والتي زادت من مخاوف انتشار انهيار البنوك الأوروبية، وهذا أدى إلى انخفاض مؤشر البنوك الأوروبية إلى 6.9% وهو يعد أكبر انخفاضا منذ أكثر من عام، موضحا أن هذا أعقبه انخفاض عائد السندات الأوروبية والأمريكية، وهذا أدى إلى زيادة الإقبال على الاستثمار في الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية، خاصة بعد الخروج من الاستثمار في أسواق السندات والاتجاه نحو الذهب .
ونصح غراب، المستثمرين والأفراد بعدم بيع الذهب خلال الفترة الحالية، لأنه قد يشهد ارتفاعا في الأسعار خلال الفترة القادمة، خاصة بعد الأزمة التي تعرضت لها البنوك الأمريكية والأوروبية، مشيرا إلى أن الأزمة تشير إلى اتجاه البنك الفيدرالي الأمريكي إلى احتمالين أولهما رفع الفائدة بنسبة بسيطة جدا قد تصل لـ 0.25% أو أقل من ذلك أو قد يلجأ التثبيت مؤقتا في حالة تزايد الضغوط على القطاع المصرفي، وهذا يعني أنه سيخفف من سياسته التشددية النقدية، وهذا يؤكد أن الإقبال على الاستثمار في الذهب سيزيد وهذا يشير إلى احتمالية ارتفاع سعره عالميا ومحليا .
تابع الخبير الاقتصادي، أنه مع ارتفاع الثقة في الاستثمار في الذهب وزيادة حالات إفلاس البنوك والشركات الناشئة على وجه الخصوص خاصة بعد تعرضها لخسائر من انهيار بنك سيليكون فالي الذي كان يدعمها ويمولها، موضحا أن الشركات الناشئة كانت تعتبر استثمار أمن بالنسبة للمستثمرين، إضافة إلى أنه مع الأزمة الاقتصادية العالمية والذي يؤثر على الاستثمارات فيتجه المستثمرين إلى زيادة مشترياتهم من الذهب حتى يعوض خسارته، موضحا أن الزيادات الحالية للذهب زيادات مؤقتة مرتبطة بعوامل مفاجئة لكن هناك زيادات حقيقية أعلى من ذلك خلال النصف الثاني من العام الجاري بعد شهر يونيو، خاصة بعد أن يقوم الفيدرالي الأمريكي قرارا بخفض سعر الفائدة فيكون الذهب هو الملاذ الآمن للاستثمار فيه .