شحاته ذكريا يكتب| سد النهضة.. خطايا إثيوبيا والخيارات المتبقية لمصر
شحاته ذكريا يكتب| سد النهضة.. خطايا إثيوبيا والخيارات المتبقية لمصر
في ظل المواقف الأحادية المتعنتة التي تتبناها إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة، لم يعد أمام مصر سوى إعادة النظر في استراتيجياتها وتقييم الخيارات المتاحة أمامها لحماية حقوقها المائية .. مصر التي مدت يد التعاون والإخاء وجدت نفسها في مواجهة دولة اختارت المراوغة والخداع بدلا من الحوار والتفاهم.
تاريخ العلاقات بين مصر وإثيوبيا ، الذي شهد محاولات مصرية دائمة لتجنب الصدام ، يقف الآن عند مفترق طرق حاسم. إثيوبيا التي تتباهى بما أنجزته في ملء السد ، لا تدرك أن تلك المياه المحجوزة قد تكون بداية نهاية أملها في التنمية المستدامة.
فما فائدة السد إذا كان سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها؟
ليس من مصلحة مصر أن تكون قوة مهددة أو معتدية، لكن حقها في الدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها هو حق لا يمكن التنازل عنه. إثيوبيا التي تتجاهل هذا الواقع قد تجد نفسها قريبا أمام نتائج لم تكن تتوقعها ، خاصة إذا استمرت في تجاهل المخاوف المصرية المشروعة.
في النهاية ، ينبغي على مصر أن تبقى يقظة، وأن تستعد لكل الاحتمالات، مستخدمة كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية والقانونية لضمان حقها في الحياة. وإذا اختارت إثيوبيا استمرار التصعيد فإنها ستكون المسؤولة الوحيدة عن عواقب أفعالها.
“إن التهاون في حقوق مصر المائية هو خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه”**