أمريكا تُدخل العالم في نفق مظلم.. ماذا قال الاقتصاديون؟

أمريكا تُدخل العالم في نفق مظلم وتبعات اقتصادية غير مبشرة

تأثر البورصات العالمية نتيجة تقرير تباطؤ التوظيف في الولايات المتحدة

حنان رمسيس: الأزمة تفاقمت مع التوترات الجيوسياسية وإعلان إيران الدخول في مواجهة مع إسرائيل

محمد كمال: أسواق المنطقة لم تكن بمنأى عن التحركات السلبية وتأثرت الأسواق العربية بشكل كبير

محمد عبدالهادي: الأحداث انعكست سلبًا على تعاملات البورصة المصرية

كتب محمود جمعة:

انهارت البورصات العالمية على مدار اليومين الماضيين بخسائر تقدر بمليارات الدولارات. تأتي هذه الانهيارات والانخفاضات نتيجة لسبب رئيسي، هو إعلان الفيدرالي الأمريكي عن انخفاض عدد الوظائف التي تم توفيرها للمواطنين خلال شهر يوليو الماضي. هذا الإعلان أثار مخاوف من احتمالية دخول الولايات المتحدة والعالم في ركود اقتصادي، مما أثر بشكل كبير على ثقة المستثمرين وأدى إلى تراجع حاد في المؤشرات المالية العالمية.

حنان رمسيس محلل أسواق المال
حنان رمسيس محلل أسواق المال

 

قالت حنان رمسيس محلل أسواق المال، إن إعلان الفيدرالي الأمريكي عن انخفاض عدد الوظائف التي تم توفيرها للمواطنين خلال شهر يوليو الماضي خلق انطباعًا بأن الولايات المتحدة، قد تكون على وشك الدخول في ركود اقتصادي. وأضافت أنه نتيجة لهذا السبب انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في أمريكا والذي أدى إلى تأثر جميع الأسواق العالمية. ومنه السوق الياباني انخفض بنسبة تتجاوز 12%، بينما انخفضت باقي الأسواق العالمية بأكثر من 10%..

وذكرت أن هذه الخسائر تأتي نتيجة لخوف رؤوس الأموال ومبيعات المتعاملين المحليين وصناديق الاستثمار المحلية. وأشارت إلى أن الأزمة تفاقمت مع زيادة التوترات الجيوسياسية، وخاصة بعد إعلان إيران أنها ستدخل في مواجهة مع إسرائيل، مما يعرض العالم لاحتمالية نشوب حرب شاملة. وأوضحت أن هذا النوع من التوترات يزيد من مخاوف المتعاملين، مما يؤدي إلى احتمالية ركود اقتصادي وتسييل الأصول من قبل المتعاملين الأجانب.

وأشارت إلى أن تخارجات الأجانب جاءت بالتزامن مع انخفاض استثمارات الأجانب في سندات وأذون الخزانة المصرية بسبب التوترات في المنطقة، مما أدى إلى انخفاض السوق وارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه المصري. ورغم محاولات الأسواق للتعافي، إلا أن الخسائر العميقة والمتكررة تجعل من عملية التعويض أمرًا صعبًا ويتطلب وقتًا لتدارك هذه الخسائر وتقليصها.

وتوقعت أن تسترد البورصة المصرية جزءًا من عافيتها في جلسة اليوم الثلاثاء، حيث أن انخفاض أسعار الأسهم قد يكون حافزًا للمؤسسات المحلية لشراء العديد من الأسهم مرة أخرى.

وشددت على أنه من الممكن تدارك هذه الأزمة من خلال عقد اجتماع استثنائي للبنك الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة كنوع من سياسة التيسير النقدي. وأعربت عن أملها في أن يظهر رئيس الفيدرالي الأمريكي ليتحدث عن تطورات الموقف ويقدم تفاؤلًا حول إمكانية تدارك الأزمة الاقتصادية التي أثرت على العالم بأسره.

محمد كمال المحلل الاقتصادي
محمد كمال المحلل الاقتصادي

وقال محمد كمال المحلل الاقتصادي إن تأثير البورصات العالمية بدأ مع تثبيت الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وبعدها بيومين ظهر التقرير الخاص بالوظائف الذي أظهر تباطؤًا في النمو الوظيفي وتكهنات بدخول الاقتصاد في تباطؤ اقتصادي حاد.

وأضاف كمال أن هذا التطور أدى إلى انخفاضات حادة في الأسواق الأمريكية، وتبعتها الأسواق العالمية، مما أثار حالة من القلق والذعر بين المستثمرين.

وأشار كمال إلى أن البورصة اليابانية شهدت أمس انخفاضًا حادًا مع تعديل نسب الفائدة، مسجلةً أقوى هبوط لها على مدار 37 عامًا، وهي أكبر نسبة هبوط في تاريخ السوق الياباني. وأوضح أن هذا الهبوط الحاد لم يكن محصورًا على اليابان فقط، بل امتد تأثيره ليشمل جميع الأسواق العالمية التي دخلت في حالة من الهبوط الجماعي.

وأكد كمال أن أسواق المنطقة لم تكن بمنأى عن هذه التحركات السلبية، حيث تأثرت الأسواق العربية بشكل كبير نتيجة لهذا الانهيار العالمي. وأوضح أن البورصة المصرية تأثرت أيضًا، ولكن ليس بنفس حدة التأثر التي شهدتها الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن مصر، رغم تأثرها الكبير، لم تشهد نفس الانخفاضات الحادة التي شهدتها بعض الأسواق الأخرى.

محمد عبدالهادي محلل أسواق المال
محمد عبدالهادي محلل أسواق المال

قال محمد عبدالهادي محلل أسواق المال، إن البورصة المصرية تأثرت بشكل سلبي نتيجة لانهيار البورصات العالمية، وذلك بعد فترة من الصعود المتتالي حيث كسر المؤشر الرئيسي مستوى 28600 نقطة. خلال الفترة السابقة، وتحركت البورصة حول مستوى 29000 نقطة، ثم بدأت في التحرك للأعلى وسجلت يوم الخميس الماضي 29648 نقطة. وفي ضوء ذلك، كانت البورصة المصرية في حالة جني أرباح خلال الأسبوع الماضي.

وأضاف أن مجموعة من الأخبار السلبية أثرت بشكل كبير على البورصة المصرية، من أبرزها التوترات الجيوسياسية بين إيران وأمريكا، والتي انعكست سلباً على تعاملات البورصة خلال جلستي الاثنين والأحد، حيث هوت المؤشرات وسجلت قرب مستوى 28000 نقطة.

وأوضح أن التوترات الجيوسياسية وما يحدث في محيط أمريكا، بالإضافة إلى بعض التقارير الخاصة بمعدلات الانكماش والركود في الاقتصاد الأمريكي، هما أهم أسباب الانهيارات التي شهدتها الأسواق العالمية. وأكد أن مصر ليست بمعزل عن العالم، لذا تأثرت البورصة المصرية بالهبوط الذي حدث في البورصات العالمية.

ولفت إلى أنه من أسباب هذا الهبوط، انخفاض البورصات العالمية نتيجة للتقارير الخاصة بأمريكا حول معدلات الانكماش والركود التي ظهرت مؤخراً، مما يدفع السوق الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر بعد فترة من تثبيت الفائدة. هذا الضغط يدفع أمريكا إلى تعديل سياساتها الاستثمارية من خلال خفض أسعار الفائدة.

ونوه بأن السبب الثاني، فهو التوترات بين إيران وإسرائيل والتدخل الأمريكي، مما ضغط على البورصة المصرية وأدى إلى هبوط المؤشرات من مستوى 29648 نقطة المسجل يوم الخميس الماضي إلى أقل من 28000 نقطة في جلسة يوم الاثنين.

خسائر البورصة
خسائر البورصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى