الدكتور عبدالرحمن طه يكتب: الاقتصاد والقرآن 7

 

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وأمام الرسل أجمعين النبي الأمي الذي علم بالقلم النبي العربي الذي علم العرب والعجم من اؤتي علم الأولين و الأخيرين وعلى آله بيته الكرام وصحبه الاخيار وسلم تسليما كثيرا ، وما توفيقي إلا بالله، أما بعد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،بسم الله الرحمن الرحيم

…وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ(41 ) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42)

ولأنه قد شيع بين بعض أهل التجارة الكذب والرشوة وإخفاء الحق وهذا لبعدهم عن ما أنزل الله من آيات محكمات تنظم معاملات الاقتصاد والحياة المالية للعباد فقد نهى الله عز وجل في الآيتين الكريمتين عن أمور عدة ومنها أخذ الرشوة على تغيير حق أو إبطاله كأن ينتظر من احد عطية مقابل الضحك على المستهلك في جودة الشئ وثمنه ومنها ومن يبيعها على غير حالتها كأن يبيع ملابس أنه قطنية وهي من مادة أخرى كالستان والبوليستر ولا تصمد كثيرا أمام استهلاك الحياة ويزيد الأمر عندما يحدث ذلك في سلعة ذات ماركة مشهورة وقد يع بين الناس غلاء الاسعار وبخس البضاعة وفسادها وأنه لاتكاد إلا وأن احد يشتكي فساد البضاعة رغم غلو ثمنها والأمر هنا لا يمكن أن يرجع للجهات الرقابية رغم كل شئ فالكميات مهولة لعدد مهول من الناس المستهلكين فكيف حتى مع رقابة شديدة إتقاء شر الغش والرشوة والكذب في البضاعة مالم يكن التاجر أمينا مع الناس أمام الله و رسوله . كما أن الأية الكريمة تنهي عن الامتناع عن التعليم أو أداء ما تعلمه وقد شيع بين الناس كتم المعلومات ونشر المعلومات المغلوطة والكدب بها حتى أصبحت سمة يعرف بها البعض ويسري الامر ليس في التجارة والبيع فقط وإنما في التعليم والدراسات العليا والمعاملات البسيطة تحت شعار لازم يتعلم أو هو هياخد المعلومة بالساهل إحنا تعبنا فيها كل تلك العبارات التي تبرر سوء الافعال ولا تنفع أمام الله من شفاعه غفر الله لنا ولهم ، كما أن الله عز وجل نهى في الاية الثانية بمفهمومها العام أن نلبس الأمر الباطل كالبضاعة والخدمات الفاسدة الغير صالحة للتجارة والبيع لبس الحق والصحيح من الاستهلاك فهي وإن وردت في الشامل والعام على الدين فهي ترد على ما به من احكام ومن الحق أن يتعامل الناس بالصحيح لا بالفاسد وبالجودة وبالقيمة مقابل السعر وألا يكون السعر أعلى من قيمة الشئ والأمر هنا مصحوب بالعلم فينتفي كل جزاء عن الجاهل في التفرقة بين السلعة السليمة والفاسدة إلا أن ذلك يتطلب مقياس الرجل المتوسط العلم العارف بأمور التجارة فلا يجوز التقاعس أو التغافل وخلاصة القول أنه على التاجر القديم بالمهنة والجديد أن يتحرى سريرته ونفسه فإن وجد شبهة في نفسه فيما يفعل وأن ذلك من حيث معتقده لن يضير الناس كأن يقول احدهم دي ناس معدتها تاكل الزلط فقد وقع في شبهة الأثم وعلينا إتقاء الشبهات أو من يزين لأحد سلعة أو قرض أو مال وهو يعلم ضعف علم آخده بأمور الدنيا وما يترتب عليها من معاملات مالية واقتصادية فعليه أن يتقي الله ربه فالله كما هو كريم عفو رحيم فهو حكم عدل لا يقبل أن تؤكل حقوق الناس واعلم أنه طالما رزقك الله بمهنة فقد استأمنك على أهلها وعلى المتعاملين عليها فلا تخن الأمانة فتكون من الظالمين والعياذ بالله عفا الله عنا وعنكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى