الدكتور عبدالرحمن طه يكتب: القرآن والاقتصاد 8

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الاولين والآخرين وإمام الرسل أجمعين محمد بن عبدالله الأمين النبي الأمي الذي علم بالقلم النبي العربي الذي علم العرب والعجم من أوتي علم الأولين والاخرين وعلى آل بيته الكرام وصحبه الأخيار وسلم تسليما كثيرا ، وما توفيقي إلا بالله ، أما بعد فما من الله به علينا من نعم لا تحصى ولا تعد داخلة في التدبر والفهم ولا يجب علينا أن نتركها تمر مرور الكرام ، فالتدبر والتعقل شكرا للنعم العقلية والعلمية والشكر يديم النعم ويزيدها ، واليوم أنعم الله علينا بفضله وكرمه وببركة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتناول الآية 48 من سورة البقرة ، قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ” صدق الله العظيم ، والله عز وجل لأنه يعلم ماتبدي أنفسنا وما تخفي ولأنه يعلم السر وأخفى فسبحانه وتعالى وضع قاعدة جامعه مانعه لكل من تسول له نفسه في المعاملات التجارية أن يلقي بأثمه على غيره وهو فعل شيع بين الناس فعله عندما يقومون برفع الأثمان والجميع يعلم عدم صدقها خاصة بين كبار التجار وعدم مشروعيتها بين صغارهم فيقولون ( هنعمل ايه زينا زي غيرنا ، السوق كله بيغلي فأحنا كمان هنغلي ، أصل الأسعار بتغلى فأنا مضطر اغلي الاسعار ، هعمل ايه منا مش لوحدي ، كل الناس بتعمل كده ، وسبحان الله تعالى قد وضع لنا ما يمنع مثل تلك الاقول فلو التزمنا كتاب الله ما انهار الاقتصاد الوطني او العالمي ، وهذا يتضح من تفسير تلك الآية فالكلام هنا لبني إسرائيل كما ذكر السعدي في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، ص42 ، وهو يعني الوعيد وقد مضى الكلام في التقوى كما يقول الطبري في جامع الاحكام الجزء الثاني ص 74 ، وكلمة يوما تعني عذاب وهول يوم القيامة ومعنى لاتجزى نفس عن نفس شيئا أي لا تؤخذ نفس بذنب أخرى فبطلت ها هنا حجج التجار بأنهم يفعلوا اضطرارا او كما يفعل غيرهم فلا يسقط عنهم السؤال ولا الحساب غفر الله لنا ولهم ، وليعلم الجميع أن الله لا يغفل عنا مثقال ذرة وإنما يمهلنا لنتقيه ونعبده ونتوب له ونستغفره وأسرع التوبة الكف عن سوء الأفعال وأبعض الافعال في الاقتصاد والمال التضخم ورفع الأسعار ومشاركة الناس في مدخولاتهم والقسوة عليهم لحاجتهم في تربية اولادهم او عييشة محترمة عفى الله عننا وعنهم وأكرمنا بالتوبة ورزقنا بها فويل لمن لم يرزقه الله التوبة والاستعفار فتحرى رزقك فيهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى