الدكتور عبدالرحمن طه يكتب: القرآن والاقتصاد 11

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الاولين والآخرين وإمام الرسل أجمعين محمد بن عبدالله الأمين النبي الأمي الذي علم بالقلم النبي العربي الذي علم العرب والعحم من أوتي علم الأولين والاخرين وعلى آل بيته الكرام وصحبه الأخيار وسلم تسليما كثيرا ، وما توفيقي إلا بالله ، أما بعد فما من الله به علينا من نعم لا تحصى ولا تعد داخلة في التدبر والفهم ولا يجب علينا أن نتركها تمر مرور الكرام ، فالتدبر والتعقل شكرا للنعم العقلية والعلمية والشكر يديم النعم ويزيدها ، واليوم أنعم الله علينا بفضله وكرمه وببركة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتناول الآية 48 من سورة البقرة ، قال الله تعالى بسم الله الرحمن

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)

والمقصود هنا وفق تفسير ابن كثير اليهود الذين كتموا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في توارتهم بأيديهم حتى لا يعرف الناس اخر الانبياء والمرسلين وحتى تكون لهم الريادة ابد الدهر فإن اؤلئك كالذين يطعمون النار لتستقر في بطونهم . ولو كان لنا أن نرد تلك الاية على واقع الاقتصاد المعاصر فإن الله عز وجل أورد العديد من الايات المحكمات تفصل وتعرف القواعد المالية والمعاملات بين الناس وبعضها البعض ونزلها في قرآنه وكتابه الكريم وعرفها الناس المسلمين خاصة والناس عامة إلا أن الامر لم يقف لنا عند هذا الحد فقد شرع لنا العديد من المواسم الاسلامية التي نتذكر فيها كلام الله حتى لا يكون للناس على الله حجة مثل الانشغال وعدم المعرفة وغيرها من الحجج التي يتحجج بها امام بعضها البعض فشرع لنا الجمعة وخطبتها و الاعياد و رمضان وغيرها من المناسبات التي نتئكر فيها كلام الله وآياته ولا حجة لنا فما كان من الناس إلا يسكتون عن الحق ويكتمونه و يخلفون كلامهم ويرجعون عن وعودهم والمغلاة في الاثمان والايجارات وعدم مراعاة الظروف الاقتصادية واستغلال الظروف خاصة الاستغلال الامر الذي اصبح مصحوبا بابتسامة ليست لها وصف وكان الامر لعبة بلاي ستيشن ان هناك رجل في ظرف طارئ ليقوم الجميع باستغلال الظرف كمن يستغل حاجتك ويرفع السعر استغلالا لوجود لاجئين في بلدك او تماشيا مع المضاربة على اسعار الدولار او الظروف الاقتصادية او غيرها من الامور وكمن يملك سلعة يعرف بندرتها

والجميع يعلم ان الله عز وجل قد حرم افعالهم في كتابه الكريم ورغم ذلك يكتمون ما نزله الله على عباده ويبررون لانفسهم فعل السوء تحت ذريعة الازمة الاقتصادية

ليتسائل الانسان ما فائدة قال الله وقال الرسول والناس لايأخذون بكلام الله ويكتمون ليصل الامر ان بعض الناس يظنون ان الله لن يحاسبهم على ظلمهم لبعض الناس لان من ظلم دون المستوى وكان الله يحاسب الظالم حتى درجة المظلوم في الرقي الجميع محاسب والغريب حقا ان اولئك الناس اخر يومهم يصبون جام عضبهم على اخلاق الناس وتصرفات الحكومة والاسعار والاقتصاد وهم اساسا شركاء في الفشل المجمتمعي الاقتصادي وليلعم الجميع ان الله حكم عدل لا يغفل عن شئ ولا يترك احد يموت دون ان يقتص منه فما سعيت من جني مال على حساب رقاب الناس وامنهم وسلامتهم سيؤخذ منك في حياتك حتى تستقيم الحياة وللناس عبرة في قارون فلو ان قارون لم يقتص منه في الحياة الدنيا لكانت الحياة كلها قارون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى