الدكتور عبد الرحمن طه يكتب : القرآن والاقتصاد (12)

الدكتور عبد الرحمن طه يكتب : القرآن والاقتصاد (12)

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الاولين والآخرين وإمام الرسل أجمعين محمد بن عبدالله الأمين النبي الأمي الذي علم بالقلم النبي العربي الذي علم العرب والعحم من أوتي علم الأولين والاخرين وعلى آل بيته الكرام وصحبه الأخيار وسلم تسليما كثيرا ، وما توفيقي إلا بالله ، أما بعد فما من الله به علينا من نعم لا تحصى ولا تعد داخلة في التدبر والفهم ولا يجب علينا أن نتركها تمر مرور الكرام ، فالتدبر والتعقل شكرا للنعم العقلية والعلمية والشكر يديم النعم ويزيدها ، واليوم أنعم الله علينا بفضله وكرمه وببركة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتناول الاية رقم 175 وقبل تناولها سنذكر بالأية التي تسبقها فإن الذكرى تنفع المؤمنين وحتى يتصل الفكر مع بعضه البعض، يقول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 174 ) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) وتأتي تلك الآية مكملة لما سبقتها الاية 174 من سورة البقرة فالله تعالى يقول أن أؤلئك الناس الذي يكتمون ما انزل الله غنما اشتروا بأنفسهم واموالهم واولادهم الضلالة والضلالة في عصرنا هذا هو الفساد الاخلاق الاقتصادي وغير الاقتصادي والذي نتحدث عنه هنا هنا إنها النظم الاقتصادية التي يتبعها الغرب لاغراق أوطاننا في صراعات على النفط والغاز والثروات الطبيعية وتكملة لذلك إغراق دول العالم البسيط والتي أغلبها للاسف مسلمة في الديون وفوائدها فالانهيار الاقتصادي هو غزو حقيقي للوطن ورغم أن مؤامرة على الوطن من الخارج إلا أن فساد الذمم وانهيار الاقتصاد والجشع والمضاربة على الاسعار واحتكار السلع يساعد عن الاسراع من تنفيذ المؤامرات الخارجية على الوطن ويستوي في ذلك التاجر الجشع الذي يعلم بعاقبة فعله والذي لايعلم فهؤلاء الناس قال الله عز وجل عنهم أنهم اشتروا الضلالة بالهدى والهدى هو ما انزل الله تعالى من قواعد اقتصادية سليمة وهو الهدى الذي ذكره الله عز وجل ويقول الله أيضا أنهم لم يكتفوا بشراء الضلالة بل اشتروا العذاب أيضا وكأنه يذهب لمول الحياة ويختار من هذا المحل الضلالة ويختار من محل أخر العذاب لذلك يقول الله عنهم فما أصبرهم على العذاب الذين اشتروها بالمغفرة من الله عز وجل والنجاة من عقاب والأنس برؤية وجهه الكريم ومن يسمع هذا الكلام سيجد شيطان نفسه يبرر له ما يفعله بل وسيدخل في خلاف مع الذين يدعون لعدم الاستغلال الاقتصادي و الرأفة بالناس لذلك قال لهم الله عز وجل في الاية التي تليها 176 ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ، فيقول الله لهم أن ما انزله في كتابة من قواعد اقتصادية لا خلاف فيها لافي النظرية ولا في التطبيق وانه الحق ولكن الذي يريدون الاختلاف فيها سيظلون في شقاق بعيد وطويل يشق عليهم دروب الحياة ولن يغير ذلك الخلاف من الحق من شئ ذلك أن الحق هو ما جاء في كتابه الكريم من قواعد الاقتصاد الاسلامي التي تدعوا للأمانة في العمل والحث على التعمير والبناء دون ضغائن او احقاد او استغلال للظروف وأن الذين يختلفون لن يختلفون بينهم وبين الحق ولكن فيما بين أنفسهم ايضا فمن يريد أن يسلك الضياع الاقتصادي فعليه أن يتحمل نتائج افعاله فكن شكورا وفيا للعهد لله الذي اختارك للمال لا هبة وانما تشريف وامتحان فالزم العهد مع الله يلزمك وينجيك من عاقبة الشقاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى