دكتور رمزي الجرم يكتب: 30 يونيو وتوطين الصناعات

مع قرب 30 يونيو، وعلى مدى تسع سنوات مضت ، سعت الدولة المصرية نحو توطين العديد من الصناعات الوطنية، فعلى الرغم من تحقيق تحقيق قفزة واسعة في مجالات عدة ،الا ان قطاع الصناعة كان من أكثر القطاعات التي ساهمت في أرقام الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 17٪، مع خلق فرص العمل جديدة بشكل مباشر وغير مباشر ، مما كان له انعكاسات إيجابية ملموسة على زيادة الصادرات ، والتي تجاوزت حاجز 32 مليار دولار، حيث ساهم قطاع الصادرات الصناعية بنحو 85٪ قيمة الصادرات السلعية غير البترولية،والذي كان له أثر كبير في زيادة تدفقات النقد الأجنبي، الذي من شأنه ان يدعم قيمة الاحتياطيات الدولية لمصر لدى المركزي، ويُحسن اوضاع ميزان المدفوعات بشكل اكبر، بالاضافة الى ذلك، تسعى وزارة الصناعة نحو تحقيق معدل نمو سنوى يتجاوز 8٪ وزيادة مساهمة مكون الصناعة في أرقام الناتج المحلي الإجمالي لتصل لأكثر من 20٪، مع استهداف معدل نمو الصادرات الصناعية لتتراوح ما بين 18٪ الى 25٪، من أجل المساهمة بقدر كبير في استراتيجية 100 مليار دولار صادرات.

ومن مظاهر ذلك، إنشاء وتدشين اكثر من 4 آلاف مصنع، شملت كافة القطاعات الحيوية في الاقتصاد، وتدشين 5 مدن صناعية عملاقة، فقد تم تدشين اكبر مدينة للأثاث بدمياط على مساحة 331 فدان، ومدينة الجلود بالروبيكي على مساحة 115 فدان، ومدينة النسيج الجديدة بمدينة السادات على مساحة 3 مليون متر، وانشاء 17 مجمعاً صناعياً في 15 محافظة بطاقة استثمارية تقدر بنحو 10 مليارات جنيه ، بإجمالي عدد وحدات صناعية تقدر بنحو 5046 وحدة، لتوفير 48 الف فرصة عمل مباشرة، واستكمال 6 مجمعات صناعية باسيوط وقنا واسوان والبحيرة والفيوم، وتوقيع العقود النهائية مع 23 مستثمر، تم تخصيص لهم 51 وحدة صناعية بمجمع المحلة الكبرى، كما تم تسليم خطابات التسليم للمستثمرين في 7 مجمعات صناعية جديدة.

وفي 26 ديسمبر 2022 ، تم افتتاح مصنعي الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية بمجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة ابو رواش بالبحيرة، حيث ارتفع عدد مصانع شركة النصر للكيماويات الوسيطة خلال الثماني سنوات الماضية من 26 إلى 39 مصنع في مجال الصناعات الكيماوية والاسمدة الفوسفاتية، من أجل توفير الاسمدة بكافة أنواعها والكلور بمشتقاته المختلفة والشبة السائلة والصلبة المبيدات الخاصة بالزراعة بالاضافة الى المطرات الماسكات الطبية، وفي 25 مايو 2023، شهد السيد الرئيس، افتتاح مجمع مصانع الكوارتز بالعين السخنة في محافظة السويس، حيث ياتي امتداداً لخطة التتمية الشاملة للدولة، من أجل تعظيم القيمة المضافة للثروة المعدنية، كما افتتح مصنع التكسير الاولي لخام الكوارتز بمدينة مرسى علم بطاقة إنتاجية 140 الف طن سنوياً بنسبة نقاء 99.9٪، والذي يستخدم في إنتاج أشباه الموصلات والواح الطاقة الشمسية، وفي المستشفيات والسكك الحديدية، ومن المتوقع ان يتم مصنع إنتاج السليكون في مدينة العلمين الجديدة خلال الفترة القليلة القادمة.

وفي تطور متزامن مع تلك الإنجازات ، تم إصدار 15 رخصة ذهبية، وجاري البت في 12 طلب جديد، كما ان هناك اتجاه يجري دراسته الآن، يتعلق بعدم قصر اصدار الرخصة الذهبية على المشروعات الاستراتيجية والقومية فقط، بل امتدادها لتشمل غيرها من المشروعات الأخرى ذات الأهمية الحيوية للاقتصاد ، على خلفية ان الرخصة الذهبية، تُعد واحدة من المُحفزات الاقتصادية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وفقا لقانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017.

وعلى خلفية سعي الدولة نحو التحول للصناعات الخضراء، والاقتصاد الدائري، سعياً لتنفيذ استراتيجية 100 مليار دولار صادرات، تم تحديد 152 منتج يستهدف توفير البدائل المحليه منها، حسب احتياجات السوق المحلي من أجل توطين المزيد من الصناعات الوطنية، في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، تبدى ذلك، في نجاح المبادرة التمويلية لقطاعي الزراعة والصناعة والتي تم اطلاقها منذ عدة شهور بفائدة متناقصة 11٪ لمدة خمس سنوات، بقيمة إجمالية للقطاعين المذكورين تقدر بنحو 150 مليار جنيه، حيث تم استفادة القطاع الصناعي حتى الآن بما قيمته 150 مليون جنيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى