شحاته ذكريا| الابتكار.. الورقة الرابحة في بناء الجمهورية الجديدة

شحاته ذكريا| الابتكار.. الورقة الرابحة في بناء الجمهورية الجديدة

في عالمنا الذي يسير بخطى سريعة نحو التغير والتطور لم يعد الابتكار مجرد خيار ، بل أصبح ضرورة تفرضها تحديات الواقع ومتطلبات المستقبل. إنه طوق النجاة والورقة الرابحة التي تعتمد عليها الجمهورية الجديدة في بناء مجتمع متقدم وقادر على مواكبة العصر. فالابتكار ليس فقط محركا للنمو الاقتصادي ، بل هو أيضا وسيلة لتحقيق الرفاهية والاستقرار في حياة الأفراد ، ودعامة رئيسية لترسيخ مكانة مصر على الساحة الدولية.

 

لقد أدركت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الابتكار هو مفتاح النهوض الذي يعتمد على قدرات الإنسان وطاقاته الكامنة. لهذا جاءت رؤية مصر 2030 لتضع الابتكار في صدارة الأولويات وتعتمد عليه كآلية لتحقيق الريادة في شتى المجالات. هذا التوجه لا يعكس فقط قناعة بأهمية الابتكار بل يؤكد أيضا التزام الدولة بتوفير المناخ المناسب لدعم المواهب وتشجيع التفكير الإبداعي.

 

في جمهورية مصر الجديدة، يُنظر إلى الابتكار على أنه الاستثمار الأذكى الذي يعزز من تنافسية الموارد البشرية. وهو السبيل الذي يجعل الفرد قادرا على تجاوز التحديات وتحويل الأفكار إلى مشاريع ومنتجات تساهم في تنمية المجتمع. لذلك، فإن المؤسسات البحثية والجامعات تضطلع بدور محوري في تنمية هذه المهارات وتعزيز روح الابتكار لدى الشباب ليكونوا قادرين على تقديم حلول غير تقليدية لقضايا التنمية.

 

ليس الابتكار مجرد فكرة عابرة ، بل هو فلسفة حياة تتجسد في مقدرة الإنسان على الربط بين خبراته وتطلعاته المستقبلية وتحويلها إلى واقع ملموس. إنه قدرة على اكتشاف الجديد وتطوير حلول فعّالة تضعنا في مقدمة الأمم. ومصر، بتاريخها العريق وحضارتها المتجذرة تمتلك من الطاقات البشرية والإمكانات الطبيعية ما يجعلها مؤهلة لتبني هذه الفلسفة وتحويلها إلى نجاحات ملموسة.

 

إن إدراك الدولة المصرية لأهمية الابتكار لم يكن مجرد شعارات ، بل انعكس على أرض الواقع من خلال دعمها المستمر لمؤسسات البحث العلمي ، وتوفير بنية تحتية رقمية متطورة تتيح الوصول إلى قواعد البيانات والمعلومات وتعزز من فرص النجاح. فاليوم ، نجد الاهتمام بالبحث العلمي يتزايد والمناشط العلمية تحتل مكانة محورية في مسارات التنمية.

 

الجمهورية الجديدة هي مشروع حضاري ينطلق من إيمان راسخ بأهمية الابتكار. فهي لا تسعى فقط إلى تطوير البنية التحتية وتحسين الاقتصاد ، بل تتطلع إلى بناء مجتمع معرفي يرتكز على العلم والفكر الإبداعي. ومن هنا يأتي دور المؤسسات التعليمية والبحثية في رعاية المبتكرين وتوجيه جهودهم نحو خدمة قضايا الوطن ، ليكون الابتكار ليس فقط أداةً لتحقيق التنمية، بل ضمانة للمستقبل.

 

ختاما الابتكار هو الرهان الحقيقي لمصر في مسيرة التنمية المستدامة، وهو الوسيلة الفعالة التي تمكننا من مواجهة تحديات الحاضر وبناء مستقبل مشرق. فكما أثبت التاريخ، فإن الأمم التي تستثمر في العقول والابتكار ، هي الأمم التي تحظى بمكانة مرموقة على خريطة العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى