الدكتور عبدالرحمن طه يكتب: الدين والاقتصاد 5

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وأمام الرسل أجمعين النبي الأمي الذي علم بالقلم النبي العربي الذي علم العرب والعجم من اؤتي علم الأولين و الأخيرين وعلى آله بيته الكرام وصحبه الاخيار وسلم تسليما كثيرا ، وما توفيقي إلا بالله، أما بعد،

بسم الله الرحيم وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( ١١ ) ،أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (١٢)

صدق الله العظيم سورة البقرة الآية ١١ ، ١٢ ولكي نفهم معنى هذه الآية وعلاقتها بالحياة الاقتصادية لدينا يمكن لنا أن نرصد ما يجري حاليا في معاملتنا الحياة المالية والاقتصادية بيعا وشراء وعهدا ووعدا ، فما أكثر التجار الذين إن ناقشتهم فيما يفعلونه من احتكار وبيع للسلع الغير صالحة يقولون قولة مشهورة في هذا الشأن ( لسنا وحدنا ، الناس كلها بتعمل كده ، الدنيا غالية، الناس معاها فلوس ، عنده مصاريف ، واقفة عليه بخسارة، كله بالحلال ، مش عاجبك ما تشتريش، بلاش فصال ) و عندما تدور مناقشه بينك وبينهم ان مايحدث هو حرام فعلا وقولا يواجهونك بأنهم هم الصواب ويزيدون على الأمر ( انت مش هتصلح الكون ، مجتش عليا ، كله بيعمل كده ، احنا مش بنعمل بنعمل حاجة غلط ) كل تلك المعاملات وأكثر ينطبق عليها قول الله تعالى

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( ١١ ) ،أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (١٢)

وقد قيل في تفسير الآية الأولى وفق للطبري ان هولاء القوم لم يأتوا بعد في زمن نزول الآية، وقيل انها قيلت في المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما المنافق إن إذا وعد أخلف أي اذا وعد بالبيع والشراء الحق اخلف وعده ، وإذا اؤتمن خان أي انه إذا اؤتمن على ما بيبع وكلمته خان عهده بالبيع الكذب وفساد السلع

وما يحدث الأن في الاقتصاد العالمي إلا تطبيقات حرفيا لتلك الايتين في النطاق الاقتصادي

فهم بالفعل فسادون في اخلاقهم ومعاملاتهم وافسدوا الاقتصاد العالمي وعندما تناقشهم فهم مقتنعين بأنهم على صواب غير مخطئين. وما على اللذين يملكون علوم الاقتصاد إلا أن يستمروا في النصح والتوعية بجانب اولي الأمر من الدول والفقهاء أيا كان دينهم، وللحديث بقية إن شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى