أزمة اقتصادية في الصين تلقي بظلالها على النفط والأسهم والعقارات

‏‎ازمة اقتصادية في الصين تلقي بظلالها على النفط والأسهم

تواجه الصين أزمة اقتصادية ألقت بظلالها على سعر النفط وحركة الأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية.

 

أزمة العقارات في الصين

مع تفاقم أزمة العقارات في الصين، أعلنت شركة العقارات الصينية الضخمة إيفرغراند المعروفة سابقًا بمجموعة هينقدا (Evergrande)، إفلاسها في الولايات المتحدة من أجل الاستفادة من الحماية القانونية.

وبحسب تقارير للصحافة الدولية، فإنه “تم اتخاذ هذا الإجراء في حين زادت المشاكل في سوق العقارات الصيني من القلق بشأن حالة الاقتصاد الصيني”.

 

تباطأ النمو الاقتصادي في الصين

 

ومع تباطأ النمو الاقتصادي في الصين، انخفضت صادرات البلاد، وسجلت البطالة بين الشباب رقماً قياسياً.

 

وأظهرت الأرقام الرسمية الأسبوع الماضي أن البلاد شهدت تضخماً سلبياً لأول مرة منذ أكثر من عامين.

 

ورفعت مجموعة عقارات إيفرغراند الصينية دعوى إفلاس بموجب الفصل 15 في محكمة نيويورك يوم الخميس.

 

ويحمي هذا القانون أصول شركة أجنبية في الولايات المتحدة ويوفر إمكانية إعادة جدولة ديونها.

 

وتتفاوض شركة إيفرغراند، التي فشلت في سداد ديونها في عام 2021 ، للتوصل إلى اتفاقية جديدة مع الدائنين، وتقدر ديون الشركة بنحو 300 مليار دولار، مما يجعلها أكثر مطور عقاري مديونية.

 

وفي ذلك الوقت، تسببت المخاوف من أن الشركة على وشك الانهيار في حدوث صدمة كبيرة في الأسواق المالية العالمية. وتم تعليق بورصة هذه الشركة، المدرجة في بورصة هونغ كونغ، منذ مارس 2022.

 

وكشفت شركة إيفرغراند الشهر الماضي أنها خسرت 581.9 مليار يوان (80 مليار دولار) في العامين الماضيين.

 

وفي الأسبوع الماضي، حذر عملاق عقاري صيني آخر، Country Garden ، من أنه قد يكون خسر 7.6 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام.

 

وقالت بكين في وقت سابق من هذا الشهر إن الاقتصاد الصيني دخل فترة تضخم سلبي، مع انخفاض أسعار المستهلكين في يوليو/تموز للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.

 

وشهدت العديد من البلدان مشاكل تضخم في العامين الماضيين، مما أجبر البنوك المركزية على رفع تكاليف الاقتراض – أسعار الفائدة على القروض. لكن النمو الاقتصادي الضعيف حال دون حدوث ذلك في الصين.

 

وجاء تخلف الشركة عن السداد بعد أن بدأت بكين في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الاقتراض المفرط من قبل المطورين في محاولة لكبح جماح أسعار المساكن المرتفعة.

 

وتراجع استيراد وتصدير هذا البلد بشكل حاد الشهر الماضي نتيجة ضعف الطلب في الأسواق العالمية. وهذه القضية هي أحد الأسباب الأخرى للتوقعات السلبية لانتعاش الاقتصاد الصيني.

 

وأظهرت الأرقام الرسمية أن الصادرات في يوليو تراجعت بنسبة 14.5٪ مقارنة بالعام السابق وانخفضت الواردات بنسبة 12.4٪.

 

البنك المركزي الصيني خفض أسعار الفائدة بشكل غير متوقع

 

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، خفض البنك المركزي الصيني بشكل غير متوقع أسعار الفائدة للمرة الثانية في ثلاثة أشهر على أمل تعزيز الاقتصاد.

 

ولـ”شركة إيفرغراند”، أكثر من 1300 مشروع عقاري في أكثر من 280 مدينة، وفقًا لموقعها على الإنترنت. وتمتلك الشركة أيضًا العديد من الشركات غير العقارية، بما في ذلك أعمال السيارات الكهربائية، وأعمال الرعاية الصحية، وأعمال المنتزهات الترفيهية.

 

وهي ثاني أكبر شركة تطوير عقاري من حيث المبيعات في الصين، مما يجعلها تحتل المركز 122 لأكبر مجموعة في العالم من حيث الإيرادات، وذلك فقًا لقائمة فورتشن غلوبال 500 لعام 2021.

 

تراجع النفط بفعل مخاوف إزاء نمو الطلب في الصين مع تباطؤ اقتصادها

يتجه النفط فيما يبدو لإنهاء سلسلة مكاسب دامت سبعة أسابيع، الجمعة، بفعل مخاوف إزاء نمو الطلب في الصين مع تباطؤ اقتصادها وفي ظل احتمال بقاء أسعار الفائدة الأميركية عند مستويات مرتفعة لفترة ممتدة.

 

ولم يطرأ تغير يذكر على خامي القياس الرئيسيين، الجمعة، إذ ارتفع خام غرب تكساس الوسيط عشرة سنتات، أي ما يعادل 0.1 بالمئة، إلى 80.49 دولار للبرميل بينما استقر خام برنت دون تغير عند 84.12 دولار للبرميل بحلول الساعة 0205 بتوقيت غرينتش.

 

ويحد من أسعار النفط تركيز مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على احتواء التضخم في ضوء بيانات اقتصادية أقوى من المتوقع.

 

وأعلنت وزارة العمل الأميركية، الخميس، أن عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة لأول مرة تراجع الأسبوع الماضي في إشارة إلى أن سوق العمل التي لا تزال تشهد شحا في العمالة قد تدفع المركزي الأميركي لمواصلة حملته لتشديد السياسة النقدية.

 

وجاء التقرير في أعقاب تقارير اقتصادية قوية أخرى، من بينها تقرير مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة، أشارت جميعها إلى احتمال أن يتمسك المركزي الأميركي بالإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة.

 

اقتصاد ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم يفقد الزخم سريعا

 

وتفاقمت المخاوف بسبب مجموعة جديدة من البيانات الصينية التي أشارت إلى أن اقتصاد ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم يفقد الزخم سريعا منذ الربع الثاني من العام.

 

أسهم أوروبا تترنح بضغط من مخاطر تعثر الصين

 

فتحت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة على تراجع وفي طريقها لتسجيل خسارة أسبوعية إذ تأثرت شهية المخاطرة سلبا بسبب المخاوف المتعلقة ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة عالميا لمدة أطول وكذلك القلق حيال نمو الاقتصاد الصيني.

 

وبحلول الساعة 0703 بتوقيت جرينتش تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5 بالمئة وفي طريقه إلى تسجيل رابع يوم على التوالي من الخسائر إذا استمر منخفضا لنهاية التداولات.

 

ووفقا لـ “رويترز” كما ضغط ارتفاع عوائد السندات على الأسهم هذا الأسبوع مما د

فع المؤشر ستوكس 600 نحو تسجيل انخفاض أسبوعي قد يصل إلى اثنين بالمئة.

 

الصين تعلن مجموعة من التدابير لتعزيز ثقة المستثمرين في الأسواق المالية

أعلنت الصين مجموعة من التدابير تهدف لتعزيز ثقة المستثمرين في الأسواق المالية تشمل خفض تكاليف التداول، وتدعم عمليات إعادة شراء الأسهم.

وذكرت هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية أنها تدرس تمديد ساعات تداول أسواق الأسهم والسندات، وتحسين جاذبية الشركات المدرجة.

وقالت الهيئة أنها تعتزم الحفاظ على وتيرة معقولة للاكتتابات العامة الأولية الجديدة، وإعادة تمويل الديون، ودعوة الشركات الحكومية والمدرجة الكبيرة إلى تكثيف عمليات الاندماج والاستحواذ.

ويعد أداء سوق الأسهم الصينية أقل من نظرائها حول العالم هذا العام، إذ تراجع مؤشر “سي إس آي 300” بأكثر من 2% خلال العام الحالي حتى الآن، مقارنة مع ارتفاع مؤشر الأسهم الأمريكية “إس أند بي 500” بحوالي 14%.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى