مؤتمر الدوحة للمال الإسلامي يدعو إلى تصميم منتجات وخدمات افتراضية متوافقة مع الشريعة
- دعوة لإنشاء تطبيقات إلكترونية ذكية تقدم الحلول المالية لنمط الحياة الإسلامية
- التصرفات المالية في العالم الافتراضي بتقنية البلوك تشين لا تتعارض من حيث المبدأ مع الفقه الإسلامي
- استخدام المؤسسات الإسلامية لتكنولوجيا الميتافيرس يعزز آفاق النمو والتوسع
- يمكن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الواقع الافتراضي في تطوير آليات الحوكمة الشرعية
- يجب تفعيل إطار الحوكمة في منتجات التمويل الإسلامي والاستعداد لمواجهة تحديات التكنولوجيا
دعا البيان الختامي لمؤتمر الدوحة التاسع للمال الإسلامي الذي نظمته شركة بيت المشورة للاستشارات المالية واختتم فعالياته 14 مارس 2023 إلى تكثيف التعاون بين العلماء والممارسين لتصميم منتجات وخدمات افتراضية متوافقة مع الشريعة الإسلامية لتسريع استخدام التكنولوجيا من قبل مقدمي الخدمات المالية الإسلامية، والتعاون في جهد مشترك لإنشاء تطبيقات ذكية تقدم الحلول المالية لنمط الحياة الإسلامية كبديل عن التطبيقات الربوية المقدمة من شركات التكنولوجيا العملاقة.
وأكد البيان أن التصرفات المالية في العالم الافتراضي بتقنية البلوك تشين لا تتعارض من حيث المبدأ مع أحكام الفقه الإسلامي متى تم الالتزام بضوابط العقد ونقل الملكية فيما يعده الناس مالًا ذا قيمة من الأصول أو الرموز الافتراضية النافعة، وأن تتوافر في كل عقد أركانه وشروطه، وألَّا يكون عليه أي مانع شرعي أو مخالفة شرعية غير أنه أشار إلى أنه لضبط التعاملات المالية في عالم الميتافيرس، لابد من التقيد بضوابط عقَدية وشرعية وأخلاقية، وضوابط خاصة متعلقة بالعقود بحيث تكون آثارها حقيقية، وأن يكون محلها شيئًا حقيقيًّا، حتى ولو لم يكن ملموسًا، إضافة إلى ضوابط تقنية دقيقة لمنع جميع الجرائم الخاصة بالأعراض والأموال والخصوصية.
وحثّ البيان الختامي المؤسسات المالية الإسلامية على الاستفادة من تكنولوجيا الميتافيرس في اختراق أسواق وقطاعات جديدة لزيادة فرص نموها، واعتماد تطبيقات التكنولوجيا التنظيمية لتطوير أدائها وتعزيز جوانب الشفافية والامتثال وتحقيق القدرة التنافسية.
ودعا المؤسسات الوقفية لإنشاء مساحات افتراضية خاصة بالوقف للتعريف به وتاريخه وأدواره وكل ما يتعلق به من الناحية النظريَّة والتطبيقيَّة، وترتيب الحوارات العالمية حول تطوير أدواته وتفعيل منتجاته من خلال تلك المساحات.
وطالب البيان الختامي مؤسسات الوقف بالعمل على دمج الحلول القائمة على الميتافيرس في عمليات الوقف، لتعزيز عملية جمع الأموال الوقفية وإدارتها بشفافية وكفاءة عالية، والاستخدام الفعَّال للتكنولوجيا في الإدارة والإشراف على الوقف مما يعزّز من فرص تحقيق أهداف الوقف ومؤسسات التمويل الاجتماعي.
وأشار إلى أنه يمكن الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الواقع الافتراضي لتطوير آليات الحوكمة الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية، مع التأكيد على ضرورة التعاون بين الجهات المختصة لإيجاد معايير موحدة خاصة بالتكنولوجيا الإشرافية والرقابية في المؤسسات المالية الإسلامية.
ودعا أيضا المؤسسات المالية الإسلامية لإنشاء عالم افتراضي خاص بها، يتم فيه التعريف بالمنتجات المالية الإسلامية وأصول الاقتصاد والتمويل الإسلامي، والتعاون مع المؤسسات التعليمية لغرض التعليم والتدريب في هذا المجال.
وأوصى مؤتمر الدوحة التاسع للمال الإسلامي بإجراء المزيد من الدراسات الشرعية والقانونية المعمقة حول “الميتافيرس”، لتقديم الحلول المناسبة التي تمكن الدول والمؤسسات من الاستفادة من هذا العالم الجديد.
وكان مؤتمر الدوحة التاسع للمال الإسلامي قد أقيم برعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، ورعاية رسمية من “وزارة التجارة والصناعة”، ورعاية من الشريك الاستراتيجي “بنك دخان”، ورعاية ماسية من “الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية”، ورعاية فضية من “مركز قطر للمال”، و”شركة الضمان للتأمين الإسلامي (بيمه)”، و”شركة قونية العقارية”، وبتنظيم من “بيت المشورة للاستشارات المالية”، وبالتعاون مع “كلية الشريعة والدراسات الإسلامية” بجامعة قطر، و”كلية الدراسات الإسلامية” بجامعة حمد بن خليفة، عُقد في مدينة الدوحة بدولة قطر مؤتمر الدوحة التاسع للمال الإسلامي يوم 14 مارس 2023، بعنوان ” التمويل الإسلامي وتحديات الويب 3.0″.
وخلال الجلسات العلمية للمؤتمر تمت مناقشة المحاور الأربعة الرئيسة المتضمنة لموضوعات: “التمويل الإسلامي في عالم الميتافيرس”، و”التكنولوجيا التنظيمية والإشرافية في التمويل الإسلامي”، و”التمويل العابر للحدود وتأثيره على التمويل الإسلامي”، و”الاستدامة في التمويل الرقمي”؛ وذلك من خلال أوراق العمل المقدمة من العلماء والأكاديميين والمختصين المشاركين، بالإضافة إلى النقاشات والمداخلات التي أثْرت بها موضوعات المؤتمر.