شحاتة ذكريا يكتب| منابر الأوقاف.. صراع القيم بين الماضي والحاضر

منابر الأوقاف.. صراع القيم بين الماضي والحاضر

في زمن تغيب فيه الثوابت وتضيع فيه البوصلة ، نجد أنفسنا أمام معركة ليست بالأسلحة ولا بالمال بل معركة قيم وأخلاق .. في هذا الصراع تقف منابر الأوقاف شامخة كآخر الحصون التي تدافع عن هوية الأمة وروحها إنها ليست مجرد منابر دينية بل ساحات للمواجهةحيث تتجلى الحقيقة وتُحارب الزيف .. في معركة يومية للحفاظ على ما تبقى من تراثنا وهويتنا.

منابر الأوقاف: الميدان الأخير لحماية القيم:

في عالم يختلط فيه الحق بالباطل تقف منابر الأوقاف كمشاعل للحقائق لا تنطفئ أمام رياح التغيير العاتية. إنها تجسد التزاما قويا بتعزيز القيم التي بُنيت عليها مجتمعاتنا وتحميها من الانجراف نحو التفكك والانحلال. من على تلك المنابر يتم استدعاء كل ما هو نبيل وأصيل ويتم تذكير الناس بأن القوة الحقيقية لا تأتي من المال أو النفوذ بل من الأخلاق الراسخة والقيم الثابتة.

الصراع الثقافي والفكري:

اليوم أكثر من أي وقت مضى تواجه مجتمعاتنا تحديا كبيرا يتمثل في الغزو الثقافي والفكري الذي يسعى إلى تفكيك القيم التقليدية وإحلالها بأخرى غريبة .. منابر الأوقاف بدورها ليست فقط مصدرا للمعرفة الدينية بل هي خطوط الدفاع الأولى في هذه المعركة إن خطبائها يواجهون أفكارا تهدد الأسس التي بنيت عليها مجتمعاتنا، مقدمين للجماهير رؤية واضحة لمواجهة هذا المد الثقافي الخطر.

 إحياء روح الولاء والانتماء:

في عصر العولمة حيث تتلاشى الحدود وتتداخل الهويات، تصبح قيمة الولاء للوطن والانتماء لتراثه أكثر أهمية من أي وقت مضى .. منابر الأوقاف تلعب دورا رئيسيا في إعادة إحياء هذه الروح حيث تبث في قلوب الناس مشاعر الفخر والانتماء لأرضهم وثقافتهم. من خلال كلماتها تحول تلك المشاعر إلى أفعال ، تُترجم على أرض الواقع في صورة تضحية وإخلاص مما يشكل سدا منيعا ضد كل ما يسعى إلى تقسيم الوطن.

وأخيرا

إن منابر الأوقاف ليست مجرد أماكن لإلقاء الخطب بل هي حصون مقاومة تناضل من أجل الحفاظ على هوية الأمة وقيمها في وجه التغيرات المتسارعة. نحن أمام لحظة تاريخية تحتاج إلى دعم وتكاتف الجميع لحماية هذه المنابر وتقوية دورها. فلنكن جميعا جزءا من هذه المعركة، ولنساهم في بناء مجتمع أكثر قوة وتماسكا، قادر على الصمود أمام أي محاولة لزعزعة هويته وأخلاقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى