أحمد غنام يكتب: قناة السويس.. حكاية نجاح وعطاء وطني

في قلب الصحراء المصرية تنبض قناة السويس، شريان حيوي يربط بين البحرين الأبيض والأحمر، كما لو كانت عروقاً تسيل في جسد الوطن العظيم. فمنذ بنائها الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، أصبحت رمزاً للتقدم والتجارة والازدهار، وتحكي قصة نجاح وعطاء الأمة المصرية.

 

واليوم، أعلن أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن عدم خصخصة القناة وأهمية الاحتفاظ بها كأصل وطني لا يمكن التفريط فيه. فقناة السويس، بحكم تاريخها وقيمتها الاستراتيجية، تعد من أهم الأصول الوطنية التي تنعم بها مصر. فهي ليست مجرد قناة تجارية، بل هي حصن للسيادة والاستقلالية الوطنية.

 

تكمن الأهمية الاقتصادية لقناة السويس في قدرتها على تيسير حركة التجارة البحرية العالمية. فهي تمثل اختصارًا مهمًا يحقق توفير الوقت والتكاليف للسفن والحاويات التجارية التي تسلك طريقها من الشرق إلى الغرب والعكس. كما تعكس الجهود المستمرة لتحسين وتطوير القناة الالتزام الراسخ لهيئة قناة السويس بتقديم خدمات عالية الجودة وتوفير بيئة ملاحية آمنة.

 

برزت قناة السويس بشكل خاص خلال جائحة كوفيد-19، حيث شهدت زيادة غير متوقعة في حركة المرور ونقلت أملاً وتجارةً وأموالاً بين قارات العالم. تمثلت كفاءة وخبرة المرشدين المصريين في تأمين سلامة الملاحة وتوجيه السفن بأمان عبر الممر المائي الضيق، وساهمت في تحقيق استقرار الحركة الملاحية في ظل التحديات العالمية.

 

وأظهرت الأزمة العالمية لكوفيد-19 ضرورة قناة السويس كواحدة من أهم الممرات التجارية في العالم. فقد تمتعت بقدرة استيعابية عالية وتحملت تحديات الزمن والظروف القاسية بكل كفاءة. ومن خلال دورها الحيوي في النقل البحري، ساهمت في تأمين حاجات العالم من السلع والبضائع والمواد الأساسية.

 

تلتزم هيئة قناة السويس بإطار الحكومة الاقتصادي وتوجهاتها التنموية.

وقد أعلنت عن نية طرح 20% من أسهم شركة القناة للرباط والأنوار في البورصة، وهو إجراء يعكس رغبتها في تحقيق الشفافية ودعم الاستثمار المحلي والأجنبي في القطاع.

 

بالإضافة إلى ذلك، تتواصل مشاريع التطوير في القطاع الجنوبي لقناة السويس، حيث تعمل الهيئة على تحقيق التقدم والتنمية من دون الاعتماد على خبرات أجنبية أو شركاء. إن الاستقلالية والقدرة على تنفيذ المشاريع الكبيرة تعزز من قدرات الهيئة وتعكس الثقة في قدرة الشعب المصري على تحقيق التقدم والازدهار.

 

وتبقى قناة السويس تبقى عنواناً للتطور والاستقلالية والتجارة العالمية، وبها يتجلى الفخر الوطني لجميع أبناء الحضارة المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى