المصريين كانوا بياكلوا إيه من 200 سنة؟ مافيش فطار واللحم الضاني «حلم» والعيش والبطاطس ممنوعات ومايعرفوش الشاي

 المصريين كانوا بياكلوا إيه من 200 سنة؟..

اختلفت عادات وتقاليد المصريين فى الأكل تماما وبشكل غريب!.

وفي كتاب وصف مصر، اللى كتبه علماء الحملة الفرنسية، أكتر حاجة لفتت نظرهم إن الفلاحين (90% من المصريين) كانوا شديدي القناعة في الأكل بشكل لافت للنظر جدا، ووصفوا غذاؤهم بإنه بالغ السوء والفقر، لدرجة إن العلماء أبدوا في أكثر من موضع استغرابهم من قلة هذا الطعام، وسوء التغذية العام اللى بيضرب مصر..

المصريين ما كانوش بيفطروا!، سواء من أهل المدن أو الريف، ووجباتهم الأساسية هما وجبتين بس الأولى “الغداء” قبل الظهر بساعة، والتانية “العشاء” قبل المغرب بساعة..

 

والأكلة الأكثر محبة بين المصريين والوجبة اللى بيحلم بيها الجميع هي اللحم الضاني، لكن بطبيعة الحال فالفقراء ما كانوش بيقدروا ياكلوها غير في المناسبات بس، المصريين ما كانوش بيحبوا لحوم الأبقار والجاموس وبيعتبروها لحوم الفقراء، حسب ما بيقول كلوت بك الطبيب الفرنسي اللى أسس الطب الحديث في مصر في عصر محمد علي في كتابه “لمحة عامة إلى مصر”.

 

المصريين كانوا بياكلوا السمك وكانوا بيقلوه في “الزيت” وما كانش بيتم “شوي” السمك فى الفترة دي، أو الطريقة التانية إنهم بيستنوا بعد الفيضان علشان يجمعوه ويملحوه خاصة فى الريف، لكن كلوت بك كان بيستغرب إنهم ما يعرفوش من خيرات البحر حاجة غير السمك العادي، لا بيعرفوا المحار ولا الأصداف، ولا الجمبري، ولا كل الأنواع الأخرى..

 

من الحاجات اللى المصريين ما كانوش بيحبوها أبدا عكس الوضع الحالي، هو “البطاطس” اللى بيقول “كلوت بك” إن للأسف إن المصريين بيسيئوا الظن فيها وبيتجاهلوها..

 

المطبخ المصري لم يكن متنوع.. فهو بيضم شكلين اتنين بس من الأكل.. الأولاني بقوليات بيتم غليها في قدور، زي “اللوبيا” و “الفاصوليا” و “الفول” و “الترمس” ( آه كانوا بيطبخوا الترمس).. !، وغالبا ما بيطبخهوش بنفسهم، بيشتروه من بياعين متخصصين بيستغلوا نار “الدماس” وهي المخلفات اللى بتحرق علشان تسخن مياه الحمامات العمومية، في تسوية البقوليات دي، ومن هنا جه اسم “الفول المدمس”..

والنوع التاني من الوجبات فهو الخضار النيء، زي البنجر، والخيار، والبصل المنقوع في الخل، وبيشتروها برضه جاهزة من بياعين بيمروا في الشوارع..

في كتاب وصف مصر للحملة الفرنسية، بيقولوا إن أشهر الوجبات في مصر هي خليط من “الخس، والخيار، مع البطيخ أو الشمام”، وغالبا بتكون في الصيف نتيجة حرارة الطقس، لكن في كتاب وصف مصر الفرنسيين عزوا ده إلى ما قالوا عنه إنه الكسل الفطري للمصريين اللى ما بيحبوش يطبخوا..

من الوجبات المحببة للمصريين كمان، البيض، واللبن، والجبن القديم والسمك المملح في الريف..

 

رغم إن العيش كان أساسي فى أكل أغنياء المدن، لكنه كان مهجور بالكامل ومش مستحب في الريف، علشان الفلاحين بيفضلوا يبيعوا القمح لأغنياء المدن علشان يستفيدوا بتمنه وبياكلوا بداله الخضروات النيئة، أو الدرنيات والجذور زي القلقاس، وبيحط المصريين الكتير من الليمون على كل أكلهم تقريبا..

 

المصريين ما كانوش بيستخدموا الزيوت إلا فيما ندر، وكانوا بيستخدموا الزبدة لأنها خفيفة، وكمان علشان الزيوت فى مصر الفترة دي كانت رديئة للغاية، بيقول كلوت بك إنها زيوت لا تصلح إلا لتشغيل المصانع فى أوروبا، وغالبا كانت بتستخرج من “بذور الخس”!!، أما زيت الزيتون فكان منتشر بين الأقباط فقط..

 

من الوجبات برضه اللى كان بيقبل عليها “أغنياء مصر” هو الرز المفلفل اللى بيعتبره كلوت بك “طعام وطني”، وذكر كمان إن المصريين بدأوا يعملوا “محشي ورق العنب” بخليط من الرز واللحمة المفرومة، ودي غالبا هتكون وجبة نقلوها من الحملة المصرية على “الشام” 1832-1840 ، زي ما الشوام عرفوا “الفول” من الجنود المصريين فى نفس الحملة..

 

أما في صعيد مصر فواحدة من الوجبات الأساسية كان البلح المجفف وإدوارد لين في كتابه “عادات المصريين المحدثين” بيقول إن هناك قرى بأكملها في الصعيد لا تعيش إلا على البلح لمدة تزيد عن شهر كامل..

 

بالنسبة لـ”الشاي” فالمصريين من 200 سنة ما كانوش يعرفوا الشاي!!، وكان مشروبهم الرئيسي هو “القهوة”، اللى قال كلوت بك إن المصريين بيشربوها في الصباح والمساء، زي ما بيشرب الأوربيين النبيذ، والمصري الواحد ممكن يشرب يوميا من 15 إلى 20 فنجان قهوة..

 

أما الحلو فهو غالبا “الكنافة”، أو البطيخ اللى المصريين بيعشقوه بشكل كبير، وكانوا بيبردوه عن طريق تركه في الهواء الطلق حتى يجف السائل اللى فيه، لكن لازم ينتبهوا أثناء التبريد في الهواء الطلق، علشان كان عندهم إعتقاد إن ريحة البطيخ بتجذب التعابين..

 

أما عادات المصريين في الأكل والشرب فهي مازالت كما هي تقريبا، وبيسجلها إداورد لين فبيقول إن المصريين عموما كانوا مشهورين بسرعة الأكل، وعدم شرب الماء تقريبا أثناء الأكل مع الإكثار منه بعد الأكل، وقلة الكلام على الأكل، وإنهم بياكلوا تقريبا الوجبة في تلت ساعة فقط، واللى بيخلص أكل ما بيستناش الباقيين وبيقوم على طول..

 

أما الطماطم اللى بتدخل فى أغلب أكلنا النهاردة، فهي ما كانتش معروفة إطلاقا في أكل المصريين، وبتعتبر من أواخر المحاصيل اللى دخلت لمصر، وأدخلها الإنجليز تحديدا في منتصف القرن التسعتاشر في العراق والشام أولا، ومنها انتقلت إلى مصر، علشان كده مافيش أي ذكر ليها فى كتب الفترة دي..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى