شحاته ذكريا| الحق في العمل.. أساس لتحقيق الاستقلالية والكرامة
شحاته ذكريا| الحق في العمل.. أساس لتحقيق الاستقلالية والكرامة
يمثل حق المواطن في الحصول على فرصة عمل أكثر من مجرد تلبية لحاجة اقتصادية؛ إنه جوهر لتحرير الفرد من الاعتماد والاعتماد على الآخرين ، ومنحه القدرة على تحقيق استقلاليته الكاملة. العمل ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق بل هو عنصر حيوي من عناصر الكرامة الإنسانية.
إن منح فرص العمل المتكافئة يعزز من قيمة المواطن داخل المجتمع حيث يصبح الفرد جزءا منتجا ومساهما في البناء الاقتصادي والاجتماعي. ولذلك توفير فرص العمل لا ينبغي أن يكون منحة أو هبة تقدمها الدولة، بل هو التزام من الحكومات لتحقيق العدالة الاجتماعية وفتح المجال أمام جميع أفراد المجتمع لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
التنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان
ارتباط العمل بالتنمية الاقتصادية أمر لا يمكن إغفاله. حينما يحصل المواطن على فرص عمل مستدامة تتيح له تحسين مستواه المعيشي ، يساهم ذلك بشكل مباشر في رفع معدلات التنمية والازدهار الاقتصادي. الدول التي تستثمر في توفير الوظائف وتطوير مهارات العمالة لديها ، هي الدول التي تقود قاطرة التنمية نحو مستقبل أفضل.
ومع زيادة التحديات العالمية مثل البطالة التكنولوجية والتحولات في أسواق العمل ، يصبح التوجه نحو السياسات التي تركز على التدريب والتعليم المهني المستمر من الضرورات. وهذا يضمن توافر قوة عاملة ماهرة وجاهزة للتكيف مع متطلبات السوق المتغيرة باستمرار.
الكرامة من خلال العمل
يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: “العمل هو جوهر الحرية”. فمن خلال العمل يحقق الفرد قدرا كبيرا من الاستقلالية والاعتماد على الذات. العمل ليس مجرد وسيلة لكسب المال بل هو طريق لتحقيق الذات ، والمشاركة في تطوير المجتمع والشعور بالقيمة والاحترام.
الدول التي تركز على توفير بيئة عمل لائقة ومستدامة لجميع مواطنيها تسهم بشكل مباشر في بناء مجتمع متوازن ومزدهر حيث يشعر كل مواطن بأهمية دوره وقيمته.
وفي الأخير حق العمل يجب أن يظل في صميم السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدول ، حيث إنه لا يعزز فقط النمو الاقتصادي ، بل أيضا يسهم في تعزيز الاستقلالية والكرامة لكل فرد. علينا أن نتذكر أن العمل ليس مجرد وسيلة لتحقيق دخل ، بل هو حق من حقوق الإنسان الأساسية التي لا يمكن التفريط فيها
