شحاته ذكريا| مبادرة بداية.. رؤية شاملة لمستقبل الوطن

شحاته ذكريا| مبادرة بداية.. رؤية شاملة لمستقبل الوطن

تستمر الدولة المصرية في تقديم نموذج فريد لتحقيق العدالة الاجتماعية ، بهدف تمكين الإنسان المصري ليكون الركيزة الأساسية في مسيرة النهضة والتنمية. ولأن البناء الحقيقي يبدأ بالإنسان ، جاءت توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إرساء استراتيجية شاملة تستهدف تعزيز قدرات المواطن ، وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق طموحاته ، وإتاحة الفرص لتحسين جودة حياته.

من هنا يطل علينا مشروع “بداية جديدة لبناء الإنسان” ليكون علامة فارقة في عملية التنمية المستدامة ، حيث يشمل هذا المشروع الوطني العديد من المبادرات والبرامج التي تلامس حياة الفئات الأكثر احتياجا. وفي هذا الصدد تأتي الحماية الاجتماعية كإحدى الأولويات التي تسعى الدولة إلى تعزيزها ، بهدف ضمان مستوى معيشي لائق للجميع ، من خلال حزمة من الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية.

ولعل هذا المشروع يجسد فلسفة العدالة الاجتماعية، فهو يرسخ قيم المساواة والتكافل الاجتماعي ، متسعا لجميع أبناء الوطن ، سواء كانوا في الحضر أو الريف ، مُتجاهلا الحواجز الجغرافية والثقافية. إنه استجابة عملية للتحديات الاقتصادية التي تواجه المواطن ، ودعوة للعمل بروح الفريق الواحد لبناء مجتمع مستقر ، حيث تتضافر فيه الجهود، لتوفير مظلة حماية للفئات المستحقة.

تنبع أهمية هذا المشروع من كونه يسهم في سد الفجوات الاقتصادية ، ويساعد في دفع عجلة الاقتصاد الوطني من خلال تحسين دخل الأفراد وخلق فرص عمل جديدة. كما يتجلى أثره الإيجابي في بناء الوعي الاجتماعي والاقتصادي ، وتحفيز المواطن على المشاركة الفاعلة في بناء الوطن.

إن هذه “البداية الجديدة” تمثل تحولا نوعيا في مفهوم التنمية البشرية ، حيث تستثمر الدولة في الإنسان باعتباره ثروتها الحقيقية ، وتتخذ من الجهود المشتركة بين القيادة والشعب وسيلة لتحقيق التغيير الشامل . فالتكامل بين مؤسسات الدولة الرسمية والمجتمع المدني ، في ظل قيادة واعية ، يؤكد مدى الإصرار على مواجهة التحديات بعزيمة لا تلين ، وتحقيق التنمية التي يستحقها الوطن.

ولأن التنمية الحقيقية لا تقتصر فقط على الجانب المادي، يركز المشروع أيضا على تعزيز الهوية الوطنية ، وغرس القيم النبيلة في نفوس الأجيال الجديدة. فالانتماء للوطن والاعتزاز بثقافته وتراثه يشكلان أسس بناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواجهة التحديات والتطلع إلى مستقبل أفضل.

إنه عهد جديد يتسم بالتعاون والتكاتف ، حيث تتبنى الدولة استراتيجية تجعل الإنسان محورا للتنمية ، وتتجاوز بذلك مجرد تحسين الظروف المعيشية لتصل إلى بناء كيان اجتماعي متماسك. إن “بداية جديدة لبناء الإنسان” ليست مجرد مشروع؛ بل هي رؤية عميقة لمستقبل مصر، يتجسد فيها الأمل والتفاؤل بغد أفضل ، يتحقق فيه طموح الوطن بأيدي أبنائه المخلصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى