كيف تحافظ على مدخراتك مع تآكل قيمة الجنيه؟
مع تصاعد المخاوف من تحرير محتمل لسعر الجنيه المصري عقب الانتخابات الرئاسية، والتراجع التدريجي لسعر الدولار في السوق الموازية، والارتفاع المستمر لأسعار الذهب عالمياً ومحلياً، والزيادة الكبيرة في أسعار العقارات، بجانب الفائدة الحقيقية السالبة لعوائد الشهادات البنكية في مقابل التضخم الجامح، يقف المواطن المصري في حيرة من أمره، كيف يحافظ على مدخراته المقوّمة بالعملة المحلية الضعيفة من التآكل؟
يرى الرئيس التنفيذي لشركة إيفولف للاستثمار القابضة، سامح الترجمان، أن تنويع المحفظة الاستثمارية هو الخيار الأفضل دائماً للراغبين في الحفاظ على قيمة مدخراتهم في مثل تلك الأوقات.
وقال الترجمان لـ “العربية Business”: “هناك قاعدة أساسية في الاستثمار تنص على أن التنوع دائماً جيد.. استثمار جزء في الذهب وآخر في العقارات وثالث في الأسهم أو الشهادات البنكية وخلافها”.
مع تصاعد المخاوف من تحرير محتمل لسعر الجنيه المصري عقب الانتخابات الرئاسية، والتراجع التدريجي لسعر الدولار في السوق الموازية، والارتفاع المستمر لأسعار الذهب عالمياً ومحلياً، والزيادة الكبيرة في أسعار العقارات، بجانب الفائدة الحقيقية السالبة لعوائد الشهادات البنكية في مقابل التضخم الجامح، يقف المواطن المصري في حيرة من أمره، كيف يحافظ على مدخراته المقوّمة بالعملة المحلية الضعيفة من التآكل؟
يرى الرئيس التنفيذي لشركة إيفولف للاستثمار القابضة، سامح الترجمان، أن تنويع المحفظة الاستثمارية هو الخيار الأفضل دائماً للراغبين في الحفاظ على قيمة مدخراتهم في مثل تلك الأوقات.
وقال الترجمان لـ “العربية Business”: “هناك قاعدة أساسية في الاستثمار تنص على أن التنوع دائماً جيد.. استثمار جزء في الذهب وآخر في العقارات وثالث في الأسهم أو الشهادات البنكية وخلافها”.
“بشكل عام يجب أن تبلغ حصة الذهب من إجمالي الاستثمارات في حدود 25%.. هذا هو المتعارف عليه.. لكن في مثل تلك الظروف الجيوسياسية يتجه عدد من الراغبين في الحفاظ على مدخراتهم لزيادة تلك النسبة إلى 40%”، بحسب الترجمان.
واتفق معه المدير التنفيذي لمنصة “iSagha” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، سعيد إمبابي، والذي قال إن الذهب هو الاستثمار الآمن في أوقات الحروب والصراعات، وأن عوائد الاستثمار فيه حالياً لا يمكن تحقيقها عبر مختلف أدوات الاستثمار الأخرى في مصر، سواء المرتبطة بالدولار أو العقارات.
“الناس في مصر بدأت الفترة الماضية تتنازل عن الدولار من أجل شراء الذهب.. مستثمر الدولار لديه قلب خفيف يتأثر بالشائعات ويتسرّع في التخلص منه مع كل تغيّر في سعره بخلاف مستثمر الذهب الذي يحتفظ بالمعدن الأصفر في أوقات صعوده وانخفاضه”، بحسب إمبابي.
يتداول الدولار في مصر بسعر رسمي أقل من 31 جنيهاً حالياً، في حين يتداول بسعر يصل 46 جنيهاً في السوق الموازية منذ عدة أيام.
وأوضح إمبابي لـ “العربية Business”، أن سعر الدولار في مصر يرتبط باستقرار العملة المحلية ومدى نجاح الدولة في زيادة الحصيلة الدولارية أو الحصول على قروض وودائع، وهو الأمر الذي يجعل الاستثمار في الدولار مرهون بحركة الجنيه، لكن الاستثمار في الذهب محكوم بثلاثة عوامل رئيسية تشمل، السعر العالمي للمعدن الأصفر، وسعر الدولار المتعامل به في سوق الذهب المحلي والذي وصل لنقطة تعادل مع سعر الدولار في السوق الموازية، بجانب العرض والطلب.. كل تلك الأمور تجعل تحركات الذهب وعوائده أفضل وأضمن للمستثمرين.
وأضاف أن الطلب على الذهب في مصر مرتفعاً منذ منتصف 2022 رغم زيادة الأسعار، كما إن معدلات الشراء “أونلاين” بجانب السبائك ذات الأوزان الخفيفة عززتا قرارات الاستثمار فيه.
قفزة مرتقبة في أسعار الذهب
قال رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية المصرية، هاني ميلاد، إن سعر الذهب الحالي في مصر متماشياً مع السعر العالمي، وإن أي ارتفاعات جديدة لسعر الأوقية سيكون له انعكاس واضح على السعر في مصر.
يتداول سعر غرام الذهب (عيار 21) في مصر حالياً بقيمة تتجاوز 2800 جنيهاً، فيما يصل سعر الأوقية عالمياً حوالي 2070 دولار.
وأضاف ميلاد لـ “العربية Business”: “أتوقع استمرار أسعار الذهب العالمية فوق مستوى 2000 دولار للأوقية.. وإذا زادت الأسعار 100 دولار إضافية سنشهد زيادة قد تتراوح بين 300 و400 جنيها في مصر”.
وتوقع المدير التنفيذي لمنصة “iSagha”، سعيد إمبابي أن تكسر أسعار الذهب في مصر حاجز 3 آلاف جنيه للجرام على الأقل خلال الأيام المقبلة، حال استمرار ارتفاع الأسعار العالمية.
وقال إمبابي إن الأسعار العالمية للذهب شهدت الساعات الماضية ارتفاعات تاريخية، سيكون لها انعكاس واضح على الأسعار المحلية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة إيفولف للاستثمار، سامح الترجمان، أن الأزمات دائماً ما ترفع الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، وبالتالي ترتفع الأسعار لمستويات قياسية.
وتوقع الترجمان استمرار ارتفاع الذهب محلياً وعالمياً خلال الفترة المقبلة، إذا ما استمرت الظروف الجيوسياسية المواكبة للحرب في غزة مدة أطول، وقال “الأزمات العالمية سواء السياسية أو الصحية أو المالية تدفع الناس لشراء الذهب وبالتالي ترتفع الأسعار.. يتوقف تراجع الأسعار على الموعد الذي يستطيع فيه العالم حل الأزمة الحالية”.